هنا وطني الاخبارية – محليات
سباق محموم نحو “مليارات كورونا” بدأ منذ فترة ولكن نتائجه باتت حديث الإعلام خلال الساعات الماضية، وسط سؤال دائم يطرح نفسه: مَن سيصل أولًا لعلاج أو لقاح ينهي كابوس كورونا؟
والبداية من الصين التي بدأ منها الفيروس حيث اكتمل البحث السريري لدواء فافيبيرافير الذي أظهر فعالية سريرية جيدة وكشفت النتائج أن المرضى الذين تلقوْه أصبحوا مقاومين للفيروس في وقت أقصر؛ مقارنة مع المرضى في المجموعة المرجعية.
أما في فرنسا فأعلنت مجموعة “سانوفي” استعدادها لتقديم ملايين الجرعات من “بلاكنيل”؛ مبينة أن لديها ما يكفي لعلاج 300 ألف مريض؛ كاشفة أن 24 مريضًا تلقوا العلاج واختفى كورونا من أجسام 16 منهم بعد ستة أيام.
وفي بريطانيا أعلن المستشار العلمي للحكومة تحقيق تقدم كبير في تركيب لقاح مضاد لفيروس كورونا؛ معتبرًا أنه قد يكون جاهزًا في ربيع 2021، ويمكن أن يتم استخدامه في الاختبارات السريرية الأولى في شهر أبريل”.
ولو اتجهنا غربًا صوب الولايات المتحدة؛ نجد أنه قد تم إجراء أول تجربة سريرية على لقاح في مدينة سياتل كان قد تم تطويره من قِبَل المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية بالتعاون مع شركة التقنية الحيوية “موديرنا”.
أما إيطاليا فقد أعلن، نيكولا ماجريني، رئيس وكالة الأدوية الوطنية في إيطاليا، أن اختبارات دواء “توسيليزوماب” المستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، لعلاج فيروس كورونا، تبدأ يوم غد الخميس في البلاد؛ حيث يشار إلى أن الدواء المذكور أثبت فعاليته في مستشفيات نابولي ومودينا؛ حيث ينتمي إلى مجموعة مثبطات المناعة المستخدمة في علاج الأمراض الروماتيزمية في المفاصل.
وقال ماجريني: “ستبدأ التجارب يوم الخميس، وقد أظهرت الدراسات الأولية نتائج مشجعة”؛ مشيرًا إلى أنه سيشارك في الاختبارات حوالى 330 مريضًا.
وتقول التفاصيل: إن الصين دفعت بالجنرال تشين وي إلى المعركة؛ بينما يحاول مختبر أمريكي من سياتل إحراز السبق للتوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس “كوفيد-19″؛ بينما دخلت عدة دول كبرى في سباق محموم للفوز بالمليارات في حال التوصل إلى علاج ناجح.
وأعلنت الصين غداة حقن مختبر أمريكي في مدينة سياتل ثلاثة متطوعين في أول تجربة على لقاح ضد الفيروس التاجي الجديد، إعطاء الضوء الأخضر لفريق من العلماء المتخصصين تقوده تشين واي، وهي عالمة أوبئة شهيرة وجنرال في الجيش الصيني، لبدء الاختبارات السريرية على لقاح، وُصف بالواعد.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أجرت مؤخرًا أول تجربة سريرية على لقاحها في مدينة سياتل، مركز تفشي الفيروس على أراضيها؛ إلا أن الجنرال تشين واي، كانت قد بادرت مطلع شهر مارس إلى إجراء تجربة جسورة؛ حيث حقنت نفسها وستة من مساعديها باللقاح الجديد الذي تَوَصّل إليه فريقها، وفعلت ذلك حتى قبل أن يخضع اللقاح للتجربة على الحيوانات.
اللقاح الأمريكي الذي جُرّب مؤخرًا، تم تطويره من قِبَل المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية بالتعاون مع شركة التقنية الحيوية “موديرنا”.
وصرّح أنتوني فوشي، مدير المعهد: “تمثّل المرحلة الأولى التي تم إطلاقها بسرعة قياسية، خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هذا الهدف”.
هذا الهدف الملحّ لوقف تفشي الوباء القاتل، تسعى إليه ليل نهار مختبرات متخصصة في جميع الدول الكبرى؛ بما في ذلك روسيا وألمانيا وكندا وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة والصين؛ حيث تبدو المنافسة على أشدها.
في المقابل، تمركزت العالمة الصينية تشين وي وفريقها المتخصص منذ مطلع العام في ووهان (المدينة الذي خرج منها هذا الوباء)، وقبل ذلك خاضت هذه العالمة والضابط في الجيش الصيني جولات من المعارك ضد فيروسات خطيرة مثل إيبولا في إفريقيا، وسارس على أراضي بلادها؛ وهي بذلك تخوض المعركة مُحمّلة بخبرة كبيرة، وإرادة حديدية اكتسبتها من عملها في صفوف الجيش.
الصين أيضًا كانت أول مَن نجح في الكشف عن مواصفات الفيروس التاجي الجديد الجينية، وتقاسمت ما توصلت إليه مع مختبرات الدول الأخرى؛ الأمر الذي أتاح للمتخصصين تخليق هذا الفيروس داخل المختبرات لرصد مواصفاته ومَواطن قوته وضعفه.
وعلى الرغم من احتدام معركة الإنسان مع هذا الفيروس الجديد والقاتل، ودخول العلماء مرحلة الصراع العملي معه؛ إلا أن المشوار، كما يؤكد أغلب الخبراء لا يزال طويلًا للوصول إلى لقاح قادر على وقف “زحف” هذا الفيروس الجديد؛ علاوة على التأكد من سلامة الدواء والإلمام بجميع تأثيراته الجانبية المحتملة.
وما يزيد من صعوبة هذه المهمة الملحّة لجميع سكان الكوكب، أن العلماء لم يتمكنوا من اكتشاف لقاح ضد فيروس سارس السابق لفيروس “كوفيد-19″، وحتى إذا تم التوصل إلى لقاح ضد الوباء الجديد، فسيمر بتجارب طويلة ومعقدة تستغرق أكثر من عام قبل أن يصبح في متناول اليد.
ويمكن القول إن نجاح أي دولة في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، في التوصل إلى لقاح يقضي على فيروس “كوفيد-19″؛ سيكون انتصارًا مدوّيًا يرفع من قدرها ويزيد من هيبتها، إضافة إلى أنه سيكون مصدرًا يُدِر عليها المليارات، ويسجل لصالحها نقاطًا أمام خصومها، ويدفع بها إلى الصدارة في هذا المجال لعقود.